فيلم "عائدة" لكارول منصور يعكس تجارب النزوح والحنين المرتبطة بالشعب الفلسطيني، مسلطًا الضوء على موضوعات مثل الحب للأرض والظلم والشعور العميق بالانتماء.
العمل الوثائقي يحكي قصة عايدة عبود منصور، التي ولدت في يافا عام 1928 وتوفيت في بيروت عام 2015. عقب وفاة عايدة، حافظت ابنتها كارول منصور على رماد والدتها، بانتظار الفرصة المناسبة لإعادتها إلى فلسطين.
الفيلم يوثق رحلة كارول، التي بدأت بمساعدة صديقتها تانيا حبجوقة، مصورة أردنية-أميركية تقيم في القدس الشرقية، لإعادة رماد والدتها إلى يافا. الرحلة تتسع لتشمل الناشطة والمسرحية الفلسطينية رائدة طه، التي انضمت إلى تانيا في مهمة البحث عن منزل عائلة عبود القديم. بعد العثور على المنزل، الذي يسكنه الآن عائلة إسرائيلية، قامت النساء بنثر رماد عايدة تحت شجرة في الحديقة، محققات بذلك رغبتها في العودة إلى موطن طفولتها.
"عائدة إلى يافا" يعد تكريمًا عاطفيًا للماضي الضائع لعائلة المخرجة ويعرض كفاح عايدة ضد الألزهايمر. بينما تكافح عايدة ضد فقدان الذاكرة والهوية، تجد العزاء في ذكرياتها عن يافا. هذه القصة الشخصية لها صدى قوي مع العديد من المتأثرين بالألزهايمر وعائلاتهم، وكذلك مع اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يزالون يأملون في العودة إلى ديارهم.
الفيلم، من إخراج كارول منصور، إحدى أبرز المخرجين الوثائقيين في لبنان، يدعو إلى التأمل في أهمية الذاكرة والهوية وقدرتهما على تحدي الحدود الزمانية والمكانية. يعتبر "عائدة إلى يافا" ليس فقط وثيقة سينمائية، بل شهادة حية على الحق في العودة والتحديات الإنسانية، مؤكدًا على الجمال الذي يمكن أن يظهر من أعمق الآلام.
Komentar